]أري بلدتي (1):::-
فلنقولوها بكل ثقة أن الريف لم يعد علي سابق عهده ، اختلف الريف عما كان عليه وبالأخص العلاقات الاجتماعية التي كانت مضرب الأمثال عن الريفيين وأصبحت الآن ذكري تمصمص بها الشفاه وحنين غريب للعودة للماضي الأصيل.
إنني لا أتحامل علي الريف وبالأخص بلدتي الصغيرة فأنا أري ذلك وألمسه ولابد لي للتعايش معه لأنه الواقع، تغيرت النفوس والطبائع وطريقة التربية وفهم الآخر وتقنين العلاقات وتصنيف البشر ومعاملتهم كل حسب المصلحة معه وضيق الأفق والتعصب والتكالب علي الدنيا والتدين المتشدد والتدين الظاهري وانحسار الأخلاق
لحد أحيانا انعدامها و....و.......و.......و....... وكثير غير ذلك.
انني أدعو كل من يقرأ هذا الموضوع أن يعود بذاكرته إلي حكايات جدته أو جده أو من سبقونا بجيلين أو أكثر ، كل من يستمع عن العلاقات بين البشر في الريف قديما يجد أنها مستحيلة قوية الوثاق مشدودة الأعمدة وممتدة كمظلة تقي كل من يستظل بها من قيظ الفقر والحاجة وضيق العيش....... كم من حكاية عن أصحاب "المواشي" وهم يبعثون بالألبان والجبن والبيض لمن لا يملكه بل في الأعياد نجد أن القادر يبعث بكل ما يلزم لمن لا يقدر حتي تكون هناك عدالة اجتماعية وكان ذلك لم يكن تحت بند الصدقة أو الزكاة بل كان عرف سائد وكأنه فرض.
إذا فتحت باب السرد لن يكفي هذا الموضوع ولا موضوع آخر فقط لحصر ماذا كان عليه الريف من قبل.........
بالنسبة لي إنني أري بلدتي بل الريف عموما أصبح مسخا دميما لا هو أصبح مدنيا ولا احتفظ بأصالته.
كلمة ليست بالأخيرة ..........
التمدن الظاهري يترك جيلا وربما أجيال عديمة الجدوى لأنها تصبح أجيالا تائهة متخبطة الفكر مشوشة التفكير هكذا جيلي علي الأقل.
تشــــــــي جيفـــــــــــــارا
كفر نعمان في:
13/10/2009